الوحدة ليست دائمًا عدوًا: لحظات الخلوة التي تشفينا
في زمن يضجّ بالضجيج والارتباط الدائم، غالبًا ما تُصوَّر الوحدة كشيء سلبي، يُخشى منه ويُربط بالاكتئاب والحزن كثير من الناس يرون أن الوحدة مرادفة للعزلة المؤذية أو الفراغ العاطفي، لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير. هناك جانب آخر من الوحدة، جانب هادئ، جميل، ومليء بالسلام
بالنسبة لي، الوحدة ليست حالة مؤلمة، بل مساحة آمنة أعود إليها كل يوم في نهاية يومي، أجد سكينة خاصة حين أختلي بنفسي هي لحظة لقاء داخلي، أسترجع فيها مشاعري، أراقب أفكاري، وأعيد ترتيب طاقتي. هذه الخلوة ليست هروبًا من العالم، بل عودة صادقة إلى الذات
من خلال هذه اللحظات، أتعرف على نفسي بشكل أعمق. أسمح لها أن تتنفس، أن تتشافي. أستمع لما أشعر به دون أحكام أو تشتت أحتضن فرحي، حزني، خوفي، وحتى ضعفي إنها طريقتي في الاعتناء بروحي، في إعادة شحن طاقتي بعيدًا عن التوقعات والمقارنات
لا يمكننا إنكار أن بعض الأشخاص يعيشون الوحدة من منظور مؤلم، وقد يكون لذلك أسباب وجذور متعددة. لكن من المهم أن نفرّق بين العزلة القسرية، وبين اختيار الخلوة الواعية فالأولى تُشعرك بالفراغ، بينما الثانية تمنحك الامتلاء والسلام
في نهاية المطاف، الوحدة ليست دائمًا شيئًا يجب الهروب منه أحيانًا، تكون هي المفتاح لفهم الذات، والبوابة الأولى للتشافي والنمو. فقط حين نتعلّم كيف نكون مع أنفسنا دون خوف، نبدأ فعلًا في رؤية الحياة بصفاء مختلف
وما الخلوةُ إلا لقاءٌ عميقٌ
مع النفسِ حين يَضيعُ الرفاقُ