في مساء هادئ، جلستُ على سطح المنزل أراقب العالم من علٍ. كانت السماء واسعة، تحتضن الأفق بلا نهاية، والهواء يحمل نسمات خفيفة تلامس وجهي بلطف. كل شيء كان ساكنًا إلا داخلي
والصمتُ حولي يحكي لي، أن الهدوء أحيانًا عاصفة لا تُرى
مرّت طائرة فوقي، كأنها تهمس لي: هل ترغبين بالطيران؟
رفعت بصري نحوها، وشعرت فجأة أنها تمثلني — أنا التي أريد أن أطير، لا هربًا من الواقع، بل شوقًا لاكتشاف ما تخبئه الحياة من أسرار
لي جناحٌ لا يُرى، لكن قلبي كلما نظر للسماء… خفق
أريد أن أرى المدن من الأعلى، أن ألامس الغيوم، أن أكون في مكان لا تُقيدني فيه الأرض ولا تعرقلني التفاصيل
فوق الغيم أرى نفسي، بلا ثقل… بلا خوف
في تلك اللحظة، لم تكن الطائرة مجرد وسيلة سفر. كانت رمزًا لرغبة داخليّة عميقة — رغبة بالتحرر، بالخروج عن المألوف، بالسفر إلى عوالم جديدة خارج حدود المعتاد، وربما داخل نفسي أيضًا
ويا ليت السفر يُنبت في داخلي حدائق لا تنتهي
أحيانًا لا نحتاج أكثر من جلسة بسيطة على السطح، ونظرة إلى السماء، لندرك كم في دواخلنا من طموحات مؤجلة، وكم نحتاج فقط لأن نصدق إحساسنا ونطلقه بحرّية
فالأحلام لا تحتاج جواز سفر، بل لحظة صدق واحدة
أنا لا أريد أن أعيش على الأرض فقط…
أنا أريد أن أطير
فقلبي طائرة، ووجعي جناح، وسماء الله أوسع من كل قيد